عمارة - العمارة في مصر القديمة
العمارة الفرعونية :
تعتبرالعمارة المصرية القديمة هي أهم الفنون القديمة بلا منازع ، وتعتبر العامل الأساسي في المحافطه علي تلك الحضارة من الأساس ، فالعمارة هي التي خلدت اثار تلك الحضارة وحافظت علي بقائها ، جاءت الهندسة المعمارية في مصر القديمة من خاصيه ذات أهميه كبيره وهي الخلود بعد الموت ، فالعمارة هي عنوان ( الخلود والبقاء) .
ومن منطلق البعث والخلود جاء اهتمام المصري القديم بالدفن والتحنيط وتكريم الموتي ، فقام ببناء المقابر لتكريم الموتي ، وحفظ اجسادهم ، وارضاء للألهة قام ببناء المعابد الجنائزيه ، لتقديم القرابين وأقامة الشعائر الدينيه والصلوات ، واعتقادا من المصري القديم ان العمارة دلاله علي البقاء والخلود فقد بنيت المقابر والمعابد باهتمام شديد .
كانت أهم مواد البناء المستخدمه في ذلك الوقت هي الطوب اللبن والأحجار منها الحجر الجيري والرملي والجرنيت واستخدمت بكميات كبيره ، كانت الأحجار تخصص لبناء المصاطب والمقابر والمعابد الجنائزيه لأنها هي دار البقاء ، وقد بنيت علي ارض مرتفعه وبعيده عن المناطق الزراعية حتي لاتتأثر بفيضانات النيل .
اما البيوت والحصون والمنازل فقد بنيت من الخشب والطوب اللبن المصنوع من الطين.
لأنها من وجهة نظرهم عديمة الأهميه فهي فأنيه ، واغلب هذه الابنيه قد انهارت ودمرت بسبب فيضانات النيل وقربها من المناطق الزراعيه .
كانت عمليات البناء في مصر القديمة تقوم علي أسس علميه ومهاريه شديده ، يرجع ذلك لنجاح المصريون القدماء في علوم الهندسه والرياضيات والفلك ، فنري مثلا نجاحهم الدقيق في جعل جوانب الهرم الأكبر الاربعه في اتجاه الجهات الاصليه الاربعه للبوصله ، كما نري نجاحهم في حساب مواعيد دخول الشمس ، وتعامدها علي بعض الأماكن المقدسة في المعابد ، وتعامدها علي وجه تمثال رمسيس الثاني بأبو سمبل في موعد معين من كل سنه .
كان كل ذلك رغم قلة الامكانيات والادوات في تلك العصور يعد نجاحا بارزا للمصري القديم ، فالاعمال المعمارية الضخمة التي قامت في تلك العصورلا يستهان بها ، مقارنة بالألات البدائيه المستخدمه تعد عبقريه مصريه لا شك فيها .
اهم النماذج المعمارية القديمة :
كانت اهم نماذج العمارة قديما هي المقابر، ففي الدوله القديمة اهم المنشأت التي شيدت كانت المصاطب والاهرامات وكانت تستخدم للدفن ، وهي تمثل العمائر الجنائزيه ، اول هرم تم انشاءه هو هرم سقارة المدرج (هرم زوسر ) ، وكان عباره عن 6 مصاطب مربعه الواحده تعلو الاخري ، ثم تطور بناء الهرم الي شكل الهرم المسحوب ومن ابرز هذا الشكل هو اهرامات الجيزه الثلاثه التي اقيمت هي عهد الأسره الرابعه .
في عهد الدولة الوسطي بدأ انتشار المعابد الجنائزيه ، واشهر معابد هذه الحقبه معبد اللابرانت ، او قصر( التيه ) كما سماه الاغريق ، وقد شيده الملك امنمحات الثالث في منطقة هواره في الأسره ال 12 ، اما اعظم فتره عرفتها اساليب العماره كانت في عصر الدوله الحديثه حيث الفنون الدقيقه وتطور الصور الجداريه والحرف التي تظهر علي الحوائط في بعض المعابد الضخمه مثل معابد الكرنك والاقصر وابو سمبل .
تطورت بعد ذلك اشكال العمارة ، وتحولت من بناء الاهرام اي ان تكون مقابر تحت الارض وفي باطن الجبال ، مثل مقابر البر الغربي بالاقصر التي تتسم بالجمال في اثاثها الجنائزي ، ومن ابرز نماذج ذلك الوقت مقبرة توت عنخ امون ، وكان من ابزرالعمائر المصريه القديمه بناء المسلات الفرعونيه ، التي كانت تقام في مداخل المعابد ، وهي منحوته من الجرانيت ، وكذلك معابد أمون وخوفو بالكرنك والاقصر ، والرمسيوم وحتشبسوت بالدير البحري ومعابد ابو سمبل المنحوته في الصخر في اسوان .
العمارة الجنائزية :
المقصود بالعمارة الجنائزيه هي ما يخص الحياة الأخرة ، فهي العمارة التي تناولت القبور والاهرامات والمصاطب ، بدأت العمارة الجنائزية عند المصري القديم ببناء المصاطب ، وهي كانت مقابر لكبار الموظفين ، وهي عباره عن بناء هرمي ناقص له باب صغير فوق الارض ، وفي اسفله غرفة الدفن تحت الارض ، الغرفة محاطه بالحجر وتتصل بالبناء العلوي عن طريق بئر . وكان من اجمل المصاطب مصطبة ( تي ) في سقارة .
بعد المصاطب ظهرت اهرامات ، عباره عن مصاطب متطابقة علي شكل مدرج ، اولها هرم زوسر المدرج بسقارة ، وكان يتالف من 6 طبقات ، ثم تطور بعد ذلك شكل الهرم الي الهرم المسحوب ، ابرزها اهرامات الجيزه الثلاثه الراجعه للاسرة الرابعه ، كان مدخل جميع الاهرام يكون في منتصف الجهه الشماليه للهرم ، وشيدت معظمها بالصحراء غربي النيل ، وكانت تزين جدران غرفة الدفن بها بنصون عبارة عن تراتيل وتعليمات تسمي نصوص الاهرام ، كان يتلوها المتوفي امام الألهه لتحرسه في ممره لما بعد الحياه .
وكان الهرم يبني حوله معابد واهرامات صغيره داخل معبد للكهنه وكبار رجال الدوله ،
وكان يسمي معبد الوادي ، الزي كان موصولا بالهرم بطريق طويل ، وكان هذا الطريق يمتد من الوادي خلال الصحراء ليؤدى الي المعبد الجنائزى الخاص بالهرم ، وكانت هذه الاهرامات قبورا مخصصه للملوك .
العمارة الدينية :
وهي تشمل المعابد الخاصة بالألهه ، وكانت هذه المعابد في البدايه تتكون من واجهه ذات باب ، ينفتح علي بهو عريض متصل بسبع قاعات ، وكل هذه المعابد القديمه تدمرت ، ولم يبقي منها الا معبد واحد في مادي ، ولكن هناك نوعان أخران من المعابد الدينيه منها معابد منبسطه مثل معبد أمون الكبير ، ومعابد أخري منحوته بالجبل ، مثل معبد ابو سمبل الكبير.
اهم معالم العمارة الدينيه :
معبد امون الكبير :
يوجد هذا المعبد بالكرنك ، ويتضمن هذا المعبد صفان متوازيان من الكباش، وهي عباره عن تماثيل كبيره بجسم اسود ولها روؤس كباش ، وهي تمثل الأله أمون رع ، ويضم هذا المعبد صرح كبير يتوسطه المدخل الرئيسي للمعبد ، وعلي جداره نقوش وكتابات تشير الي الاعمال والانتصارات الحربيه ، وبعد المدخل نصل ال الفناء وهو مكشوف من الوسط ، مسقوف من الجانبين علي الاعمده ، نجد بعد ذلك بهو الاعمده ويتالف من 124 عمود ، وقد حملت هذه الاعمده سقف حجري علي مستويين ، وينتهي هذا البهو بصرح بناه امنحوتب الثالث ، ويضم معبد امون مسلتان كبيرتان ، احداهما لتحتمس الاول والاخري لحتشبسوت ، كما يضم الحجرة المقدسه التي تحتوي علي تمثال الاله الزي اقيم له المعبد .
معبد ابوسمبل الكبير :
وهومعبد منحوت في الصخر، في واجهته اربع تماثيل ضخمه لرمسيس الثاني جالسا بجانبه بعض زوجاته وابناءه ، يتوسط واجهتة باب صغير، يؤدي الي بهو الاعمده الزي تزينه اعمده تلتصق بها تماثيل الملك علي هيئة اوزوريس ، ومن بهو الاعمده نصل الي بهو ثاني ، نقشت علي اعمدته رسوم لرمسيس الثاني ، منه الي الحجرة المقدسه حيث قدس الاقداس ، والجدير بالزكر ان الشمس تتعامد علي وجه رمسيس الثاني في هذا المعبد مره كل سنه وتدخل في العمق الي قدس الاقداس .
إرسال تعليق