U3F1ZWV6ZTc0NzYxMzQzNjQxNTNfRnJlZTQ3MTY1OTIwMjQ0Njg=

معبد الاقصر - شرح معبد الأقصر واسراره

معبد الاقصر - شرح معبد الأقصر واسراره

معبد الأقصر - شرح معبد الأقصر واسراره


معبد الاقصر :


يعتبر معبد الاقصر احد اهم الشواهد التاريخية القديمة ، الدالة علي بقاء وخلود الحضارة الفرعونية ، وهومن اهم المعابد القديمة التي شرحت الكثير من الاحداث الفرعونية الهامة  ، عن طريق الكتابة الهيروغليفية ، والرموز والرسومات التي ظهرت علي جدران وحوائط المعبد .

أمر الملك امنحتب الثالث تاسع ملوك الأسرة الثامنة عشرة ، الزي حكم في حوالي عام   ( 1391 - 1353 ) ببناء معبد الاقصر ( طيبة ) قديما ، وجاءت فكرة البناء لتعمير مقر الحكم الجديد في ( طيبة ) ، والسبب الأهم ليثبت امنحب الثالث احقيتة في اعتلاء عرش الحكم ، حيث كان من القوانين الملكية القديمة ان يعتلي العرش ولي عهد شرعي للفرعون ، وتكون أمه أميرة من سلالة ملكية  ، واذ لم يكن كذلك يجب ان يتزوج من الابنه الكبري للملك السابق ليصبح جديرا بالعرش . 

وكان امنحتب الثالث لم تتوفر فية هذه الشروط لاعتلاء العرش ، علي الرغم من انه ينسب الي تحتمس الرابع ، الا ان امه ليست من سلاله ملكية ، فهي ليست الزوجة الشرعية لتحتمس الرابع ، لذلك لم يكتسب امنحتب الثالث الشرعية اللازمة لاعتلاء العرش ، ففضل امنحتب ان يثبت نسبة للاله ( أمون ) نفسة ، لكي يكتسب الشرعية لاعتلاء عرش الحكم .


فأمر امنحتب الثالث ببناء المعبد علي الضفة الشرقية  لنهر النيل ،  وخصص المعبد  لعبادة ( ثالوث طيبة المقدس ) الاله ( أمون ) وزجتة الالهه ( موت ) وابنهما ( خنسو ) في صورة الاله ( مين ) اله الخصب عند المصريين القدماء ، وكان امنحتب الثالث يقدر الفن والعمارة بشكل كبير ، فقد تميزت العمارة في عهده بالاناقة والفخامة ، فكلف وزيره ( امنحتب ابن حابو ) ببناء معبد الاقصر ، لعبادة ثالوث طيبة ، ثم توالت علي المعبد العديد من الاضافات والتعديلات ليظهر علي شكلة الحالي المهيب .

بناء المعبد :


شيد معبد طيبة الزي اطلق علية فيما بعد معبد الاقصر في حوالي عام 1400 قبل الميلاد ، وكان المصريون القدماء يسمونه ( ابت رست ) والتي تعني الحريم الجنوبي او المقصورة الجنوبية ، حيث تسكن الالهه موت زوجه الاله أمون .

يقع المعبد علي الضفة الشرقية لنهر النيل ، وشيد بطراز مختلف عن المعابد المصرية الأخري ، فقد كان المعماريون قديما يشيدون المعابد المشيده علي الجانب الشرقي للنيل في اتجاه محور غربي شرقي ، وكذلك المعابد المشيده علي الجانب الغربي للنيل تشيد في اتجاه محور شرقي غربي ، اما معبد الاقصر وعلي الرغم من انه مشيد علي الجانب الشرقي للنيل ، الا انه شيد في محور شمالي جنوبي علي عكس المتعارف علية .

ربما ذلك لكي يكون المعبد علي خط واحد من مجموعة معابد الكرنك المقامة الي الشمال منه ، ومع طريق الكباش كذلك ، الزي كان يربط بين المعبدين ، او ربما اضطر معماريو الملك رمسيس الثاني ( في وقت لاحق ) الي تغير محاور الابنيه التي اضيفت في عهده ، وكذلك الصرح والبهو لمعبد امنجتب الثالث عندما اعادوا تشيد المقصورة الثلاثية للملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث .

شيد معبد الاقصر في عهد ملوك الاسرتين ( الثامنة عشرة والتاسعة عشرة ) ، ويرجع لامنحتب الثالث الفضل في وضع اساس المعبد ، وبناءه في صورتة الحالية ، ثم اقام الملك تحتمس الثالث والملكه حتشبسوت ثلاثة مقاصير ، خصصت لثالوث طيبة ، ويقال ان هذه المقاصير قد حطمت ، واعاد الملك رمسيس الثاني بناءها وسجل اسمه عليها ، كما اقام الملك رمسيس الثاني صرحا كبيرا في مقدمة المعبد ، وخلفه فناء فسيح ذو اعمده بردية الشكل ، وتتابع بعد ذلك العديد من التعديلات والاضافات الي ان جاءنا المعبد بهذا الشكل الحالي .

وصف معبد الأقصر :

طريق ابو الهول :


نري في مقدمة المعبد طريق طويل يمتد من الشمال الي الجنوب ، مرصوص ببلاط من الحجر، علي جانبيه تماثيل علي شكل ابو الهول ، تمثل الملك ( نختنبو الاول ) احد ملوك الاسرة 30 ، الزي انشأ هذا الطريق في عهده ، وكان هذا الطريق يصل معبد الكرنك والي الجنوب منه حيث معبد الاله خنسو ، وقد حل هذا الطريق محل طريق الكباش الزي يرجع لعهد امنحتب الثالث ، بدليل وجود بعض التماثيل التي تحمل اسم امنحتب الثالث عند البوابة الجنوبية لمعبد خنسو .

المسلات :


تقع في مقدمة المعبد امام صرح الملك رمسيس الثاني مسلتين من حجر الجرانيت الوردي ، الاولي منهما مفقوده الان ، وهي في ميدان الكونكورد بباريس ، يصل ارتفاعها حوالي 23 متر ، ووزنها حوالي 220 طن ، اما المسلة الثانية الموجودة الان امام الصرح الشمالي ، ارتفاعها حوال 22.52 متر ، وارتفاع قاعتها 2.51 متر ، ووزنها 257 طن ، وزينت باربعة قرود تهلل للشمس عند شروقها ، وسجل علي المسلتين اسم الملك رمسيس الثاني والقابة ، كما صور علي قمتهما وهويقدم القرابين للالهه  .

صرح المعبد :


شيده رمسيس الثاني ، وهوعبارة عن بوابة ضخمة يتوسطها مدخل المعبد ، ارتفاع الصرح حوالي 24 متر ، وعرضه حوالي 65 متر ، كان يتقدم الصرح 6 تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني ، تمثالان كبيران يمثلان رمسيس وهو جالس ، ويجاور كل منهما تمثالان اخران يمثلانه واقفا ، لم يتبقي منهما الان الا التمثالين الجالسين ، وارتفاعهما حوالي 14 متر ، وتمثال واحد واقف وهوعلي اقصي اليمين بالنسبه للداخل . 

نقش علي الصرح كاملا نقوش تمثل معركة رمسيس الثاني الشهيرة ( معركة قادش ) ، فقد نقش علي واجهة الصرح المعارك الحربية لرمسيس الثاني ضد الحيثين ، فنري علي الجناح الايمن للصرح ، منظر مقسم علي ثلاثة نقوش ، في اقصي الشمال رمسيس الثاني ومعه مستشارية العسكرين ، وفي الوسط نري المعسكر الزي هزم فيه الاعداء ، وفي اقصي اليمين نري الملك في عربته الحربيه وسط المعركة .

اما منظر الجناح الايسر للصرح ، فنري رمسيس الثاني علي عجلته الحربية يرمي الحيثين بالسهام ، والاحياء والناجيين يهربون ويتركون قادش ، وفي اقصي الشمال علي هذا الجناح ، صور منظرا لامير قادش علي عربتة خائفا ، وعلي الجزء السفلي لهذا الصرح ، يوجد وصف كامل للمعركة ، مسجل بالنقش الهيروغليفي ، ويوجد علي واجهة الصرح اربع فجوات عمودية ، فجوتان في كل جناح ، كانتا تستخدم لكي توضع فيها ساريات الاعلام ، يعلوها اربع فتحات ايضا يثبت فيها هذه الساريات .

كما يوجد علي جانبي المدخل من الخارج ، مناظر تمثل رمسيس الثاني في علاقاته المختلفه مع الالهه والالهات ، ومنها ثالوث طيبة المقدس ، والالهه ( امونت ) ، وعلي كتفي المدخل من الداخل مناظر تمثل الملك ( شاباكا ) ، من ملوك الاسرة 25 ، في علاقاته المختلفه مع ( امون وامونت ومنتو وحتحور) ،  اما خلف الجناح الايسر للصرح يوجد منظر للملك رمسيس الثاني مع زوجته في حضرة الالهه والالهات ، ثم وهما يشاركان في الاحتفال بعيد الاله ( مين ) .


الفناء الفسيح : 


نصل اليه من مدخل الصرح ، وشيده ايضا رمسيس الثاني ،  واطلق علية  اسم  معبد      ( رعمسو ) المتحد مع الابدية ، طوله حوالي 57 م ، وعرضه 51 م ، يحيط بالفناء مجموعة من الصفات ، التي يرتكز سقف كل منها علي صفين من الاعمدة ، فيما عدا ( المبني الزي شيده تحتمس الثالث وحتشبسوت ) علي يمين الداخل ، عدد هذه الاعمدة حوالي 74 عمود ، كلها علي شكل نبات البردي ، وكانت هذة الاعمده تصور تدهور الفن المعماري في عهد الاسرة 19 ، فقد فقدت اعمدة رمسيس الثاني شكلها الاصلي الزي يجب ان  تمثله ، خاصة اذا ما قرنت بينها وبين اعمدة امنحتب  الثالث المقامة في نفس المعبد ، وبين اعمدة حتشبسوت وتحتمس الثالث الجيرانتية الجميلة .

يوجد بين الاعمدة الامامية في النصف الجنوبي للفناء ، تماثيل للملك رمسيس الثاني منها 11 تمثال تمثله واقفا ، وتمثالان يمثلانه جالسا ، كما وجد علي جانبي المدخل الموصل الي الممر العظيم الزي اقامة امنحتب الثالث ، تمثالين كبيرين لرمسيس الثاني جالسا علي العرش ، وزين العرش بمناظر تمثل الهي النيل ، وهما يؤكدان الوحده بين الوجهين ، وذلك بربط نبات البردي رمز الشمال بزهرة اللوتس رمز الجنوب .

جدران الفناء تزين بمناظر جميله ومختلفه ، منها ما يمثل التقدمات المقدسة ، ومنها مناظر للشعوب الخارجية المهزومه  ، ويوجد منظر علي الجدار الغربي للفناء يمثل واجهة الصرح كاملة ، اي الصرح بتماثيله السته بالمسلتين والاعلام ، وعلي يمين الناظر يوجد منظر لموكب الامراء من ابناء رمسيس الثاني  ، تتبعهم الاضاحي الثمينة التي تقدم كاضحية وقرابين للالهة ، ونري تكملة المنظر علي الجدار الغربي .

المقاصير الثلاثة : 


هي مقاصير خصصت لثالوث طيبة المقدس ، شيدهم الملك تحتمس الثالث والملكة حتشبسوت ، وتقع بالركن الشمالي الغربي من فناء رمسيس الثاني ،  يقال ان هذه المقاصير دمرت ، واعاد رمسيس الثاني بناءهم وسجل اسمه عليهم ، ويري البعض انه اغتصب هذه المقاصير وسجل اسمه عليهم  ، في مقدمة المقاصير اربعة اعمدة من الجرانيت الاحمر ، علي شكل حزمة البردي ، وتيجانها علي شكل سيقان البردي .

خصصت المقصورة الوسطي للزورق المقدس للاله ( أمون رع ) ، والمقصورة الغربيه خصصت للزورق المقدس لزوجته الالهه ( موت ) ، والمقصورة الشرقية خصصت للزورق المقدس للابن الاله ( خنسو ) ، كل مقصورة من المقاصير الثلاثة تميزت بمناظر ، تمثل اطلاق البخور والتطهير ، وتقديم القرابين الي مركب الاله المقدس صاحب المقصورة ،  بالاضافة الي بعض المناظر الدينية المختلفة .

في الجزء الشمالي الشرقي من فناء رمسيس الثاني يوجد مسجد ابي الحجاج وهويرجع الي العصر الايوبي .

ممر امنحتب الثالث : 


بعد فناء الملك رمسيس الثاني يوجد بقايا الصرح ، الزي كان يمثل مدخل المعبد في عهد امنحتب الثالث ، نصل منه الي ممر فخم يتكون من 14 عمود علي صفين من الاعمدة كل صف به 7 اعمدة ، جميعها بردية الشكل ، ولها تيجان علي هيئه زهرة البردي ، يصل ارتفاع كل عمود 16 م ، ولا تزال هناك بعض الكتل الضخمة التي كانت تحمل سقف هذا الممر .

سجلت علي جدران هذا الممر احتفالات عيد ( ابت او اوبت ) ، التي ترجع في اغلب الظن الي عهد توت عنخ امون ، وهي تصور الاحتفالات السنويه التي تقام في النيل ، عندما يزور الاله ( امون ) اله الكرنك معبد الاقصر ، سجل علي جدران هذا الممر اسماء كل من الملك سيتي الاول ورمسيس الثاني وسيتي الثاني ، كما استطاع حور محب ان يتوج نفسه في طيبه في عيد الاوبت .

فناء امنحوتب الثالث : 


نصل بعد ذلك الي فناء كبير شيده امنحتب الثالث ، عرضه 51 م ، وطوله 45 م ، وكان مخصص للاحتفالات الدينيه التي يشارك فيها جمع فئات الشعب ، وقد اقيم في جوانب الفناء الثلاثة ( الشرقي والغربي والجنوبي ) صفان من الاعمده ، علي هيئه حزم سيقان البردي ، حوالي 64 عمود ، وفي الجزء الجنوبي الغربي من هذا الفناء ، عثر علي مجموعه من التماثيل ، حوالي 26 تمثال كانت تمثل ملوكا والهه ، عثر عليها اثناء التنقيب عام 1989  م  ، واهمها معروض حاليا بمتحف الاقصر .

صالة الاساطين ( الاعمدة ) : 


خلف فيناء الاحتفالات الخاص بامنحتب الثالث ، نجد صالة الاعمدة ، وتشمل اربعه صفوف من الاعمد ة علي هيئة حزم سيقان البردي ، كل صف مكون من اربعة اعمدة ، وهي صاله كانت مخصصه ربما لتجلي الاله ، حيث يتجلي او يشرق منها تمثال الاله امون ، عند الخروج من قدس الاقداس .

 ولم يتبقي من مناظر هذه الصاله الا مناظر قليله علي جدرانها ، منها مناظر لاقاليم مصر المختلفة ، يمثلها اله النيل حاملا للقرابين والتقدمات ، وقد سجل كل من  سيتي الاول ورمسيس الثاني ورمسيس الثالث ورمسيس الرابع ورمسيس السادس ، اسماءهم علي بعض اعمدة وجدران هذة الصالة .

في الجدار الجنوبي لهذه الصالة علي يمن ويسار الداخل ، يوجد مدخلين يؤديان الي مقصورتي الاله خنسو والالهه موت ، وفي منتصف الجدار الجنوبي للصالة يوجد درج بسيط ، يؤدي الي قاعه كان بها 8 اعمدة ، ازيلت وتحولت في العصر الروماني الي هيكل مسيحي  ، واغلق المدخل المؤدي الي قدس الاقداس وتحول الي تجويف ، ويعتقد ان هذة القاعه هي جزء من صالة التجلي ، لما فيها من مناظر تدل علي ذلك .

نصل بعد ذلك عن طريق المدخل الزي صنع في التجويف ، الي صاله بها اربع اعمدة كانت مخصصة لمائدة القرابين . ونجد في الجدار الغربي لصالة القرابين مدخل يؤدي الي عدة حجرات ، ومدخل اخر في وسط الجدار الجنوبي يؤدي الي حجرة الزورق المقدس لامون ، وهي المقصورة التي اقامها امنحتب الثالث لكي تكون علي محور مستقيم مع مدخل المعبد ، وزخرفت جدران الزورق المقدس بمناظر لامنحتب الثالث وعلاقته بالالهه .

وكان يحمل سقف حجرة الزورق هذة اربعه اعمده ، ازيلت عندما اقام الاسكندر الاكبر مقصورة مقدسة للقارب المقدس للاله امون ، فاقامها داخل هذه الغرفة ، وهي معروفة الان بمقصورة ( الاسكندر الاكبر ) ، وعلي جدرانها زخارف توضح علاقة الاسكندر بالالهه وخاصة مع ثالوث طيبة المقدس .

غرفة الولاده :


يوجد في الجدار الشرقي لغرفة المركب المقدس مدخل يؤدي الي حجرة جانبيه ، بها 3 اعمدة ، وبها مدخل في جدارها الشمالي يؤدي الي غرفة اخري بها 3 اعمدة ، لها شهرتها التاريخية وتعرف باسم ( غرفة الولادة ) لان بها مناظر ولادة امنحتب الثالث الالهية ، وهوالتسجيل الزي اراد به امنحتب الثالث ان يؤكد نسبه للاله امون .

صالة القربان وحجرة تمثال الاله امون : 


نصل من مدخل في الجدار الجنوبي لمقصورة الزورق ، الي صالة بها 10 اعمدة ، قسمت الي صفين ، وهي طبقا لما بها من مناظر ربما كانت مخصصة لمائدة القربان الخاصة ( بتمثال امون ) في قدس الاقداس ، الزي كان يقيم في الحجرة الوسطي التي تليها مباشرة ، وهي حجرة بها 4 اعمدة قسمت الي صفين ، تمثل مناظر جدرانها امنحتب الثالث في علاقاته المختلفه مع الالهة ، بجانب تقديمه لهم القرابين ، علي جانبي حجرة التمثال مجموعه من الحجرات كانت مخصصه لمستلزمات الطقوس الخاصه بالاله امون .

يبلغ طول معبد الاقصر حاليا بعد اضافات رمسيس الثاني حوالي 256 متر ، وكان 190 متر ، في عهد امنحتب الثالث ، واقصي عرض له  حوالي 54.4 متر .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة